В гостях у палестинского поэта Абдулла Исса
Две поэмы:
– Война закончится
– Я завершил сегодня сцену своего убийства
في ضيافة الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى
و قصيدتين :
– وستنتهي الحربُ
– اليومَ أكملتُ مشهدَ قتلي
وستنتهي الحربُ
وستنتهي، مثلما اتّفِقَ ، الحربُ هذهِ أيضاً .
ولنْ يكونِ بِمقْدُورِنا
نحنُ جميعاً
التُعسَاءُ
وخائبو الظنّ
باحتضارِ العالمِ أجمعَ بينَ أذرعِنَا
أن نُخْرِجَ الأطفالَ
أولئكَ الّذين لمْ يعتادوا النومَ في المقابرِ قطّ
مِنْ غُرَف الموتِ المغلقةِ؛
مثَلاً :
ذاكَ الّذي لمْ يُمْهِلْهُ رسولُ القتلِ أنْ يتوسّلَهُ:
” لمْ أعِشْ بعدُ كِفايَتي،
فلا تعُدْ بي إلى البيتِ .
أمّي تنتظرُني ، وحدها
بعدَ مقتلِ أبي وأخوتي معَهُ ،
في الحربِ الأخيرةِ ،
قبلَ أن يَبْرُدَ العَشَاءُ”.
أو مثلاً
تلكَ الّتي سُمِعَتْ تبتهلُ
آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ إلى اللهِ
ألّا تأكل ألسنةُ النارِ وجهَهَا ،
فلا تبدو جميلةً
، كما ينبغي ، في عينَي ابنِ الجيران
المُودّعَتَيْنِ في غُرَفِ الموتى .
ليسً بِمَقدُورِنا نحنُ
المُستضعَفُونَ
وفاقِدو الرَجاءِ
بمدّ يدِ الحياةِ لَكُمْ
مثلاً:
أنْ يرفعَ رجالُ الإنقاذِ أشلاءَ أنّاتِ الضحايا
مِنْ تحتِ الأنقاضِ .
أو أنْ تحمي مباضِعُ أطبّاءَ بلا حدودٍ
، مِنْ لَوثَةِ القصف، أرواحَ بشرٍ طيّبينَ
لجأوا إلى المشفى كي ينجوا من المجازرِ.
ليسَ بِمقدُورِ أحدٍ منّا
أنْ يقرّبَ نُفُوقَ القَتَلةِ
، مِثلَ أيّ أحدٍ مِنْكمْ ،
مع كلّ طلقةٍ تستوطن روحهُ .
أو أنْ يتألّمَ أحدٌ مّنا
، أيّمَا أحدٍ ، مِثلكُمْ ، نِيَابةً عنّا كلّنا .
ليسَ بمقدورِ أيّ منّا نحنُ
المُراؤونَ
المُذَلّونَ
بالوَضَاعةِ ذاتِها في قلوبِ شهودِ الزُورِ،
المُرتعِدونَ
المُتَهالِكُونَ
بهشاشةِ بلاغةِ أولي الأمرِ مِنّا ،
أنْ نتظاهرَ فحسبُ مِنْ أجْلِكُمْ .
وستنتهي ، كيفَما اتُّفِقَ ، الحربُ هذهِ أيضاً .
ولنْ يكونُ بمقدورِنا أنْ نموتُ مِنْ أجلِكُمْ .
نحنُ محضُ موتى .
7 تشرين الأول 2023
**************
اليومَ أكملتُ
اليومَ أكملتُ مشهدَ قتلي :
قتلي الفظيعُ ،
والموحِشُ،
والغريبُ .
الفظيعُ كسقوطِ الظُلْمةِ مُدويّاً في أعينِكُمْ
تلكَ التي شاختْ وهي تتسوّلُ الضوءَ ،
والموحشُ بما يُشبهُ أنْ يكفّ جثمانٌ عن التَقَلّبِ
في ضوضاءِ سَدَنةِ المعبدِ ،
والغريبُ كمنْ يُشِيدُ سُوراً ليحمي كوابيسَهُ
مِنْ أغاني الرُعاةِ فوقَ التلالِ .
وأمّا،
وقدْ أودَعْتُ نفسي لِذاتَها ، فلا خوفَ عليّ
أنا الّذي .. ذاكَ
بينَ المنبرِ والمحرابِ
ألعنُ أخوتِي النخّاسينَ و اللصوصَ
مَنْ نبشُوا قبري
كي يَهْدوا مُتْحفَ أعدائي عِظامي .
وأصرخُ :
يا إلهي!
كلّهمْ أخوتي ،
فكيفَ لي أنْ أُبشرّهم بالهلاكِ ؟
أنا ذاكَ
الّذي يَحثُّ خُطاهُ تحتَ جنازيرِ الدباباتِ
إلى أمَلِي بالنجاةِ .
وأصرخُ : يا إلهي !
رأيتُ أشلاءَ نفسي مبعثرةً
في جِهامةِ الطُغاةِ،
وخلاصةَ روحي مَجْزُوزَةَ العُنقِ
في هَوامشِ الرُواةِ ،
وإنّي رأيتُ ، فيما رأيتُ:
ما تبقّى مِنْ أنيني على بابِ القيامةِ
، الّذي لمْ يعدْ بعدي بابَ أيّ شيءٍ،
في صناديقِ العُصاةِ،
وشقوقَ صوتي
الّتي خشعتْ وارتجفتْ لها
أصداءُ ارتطامِ أجسادِ قتلايَ بمآدبِ تأبينِهمْ في أيمانِ الشهودِ الغليظةِ .
وكذا رأيتُ:
نحيبَ النادباتِ عليّ يبلّلُ شهقتيَ الأخيرةَ
على جنباتِ صليبي في عَزاءاتِ المُشيّعينَ .
وأمّا وقدْ سكبتُ دمي على قمصانِكُمْ ،
فلا خلاصَ لكُمْ .
11تشرين الثاني 2023
Moscow 2023/11/15