حديث طويل عن الذات والنفس، حوار ممتد سألتني وسألتها.. وبعد برهة صمت قالت محدثتي: “أنا امرأة شرقية أحب عروبتي ولساني ومفرداتي وتعابير لغتي، أفتخر وسعيدة بتفاصيلي الضاربة في الزمن.. حتى التي لا أعرفها، ولكنها بلغة العلم والوراثة صنعتني..
أعرف تمام المعرفة أن كل ما سبق ليس جميلاً أو مقبولاً بعين الجميع، وأن فيه من الشوائب ما يعيب البضائع في سوق هَجر!
مدركة أن المرأة والشرقية تهمتان في عيون الكثيرين وتزيدهن العروبة وجعاً، مثلاً إذا ولدت تحت احتلال أو سلطة ذكر معتوه أو سلطة دولة فاسدة تراك مغلوبة على أمرك فلا تحميك ولا تنصفك وتزيد الصاع صاعين.
أما الغرب (المتحرر) فيراك عبر إعلام سطحي وقالب نمطي (دمية راقصة أو عبدة تنتظر أوامر سيدها الآمر الناهي المهيمن)!!!
أنا أنثى وأعترف أنني تحولت في يوم من الأيام من قطة الى نمرة لأدافع عن حقي في التعبير عن مصيري.. هذا الذي أخذني نحو حياة أخرى لم أخطط لها ولم تكن في تقديري..
أنا إنسان أشبه كل البشر، عندي كرامة ولدي مشاعر وعكسها تماماً، يهذبني ميراث تربيتي لكنه لا يمنعني أن أمارس قوتي ضد أي تعدّ. أصارع رغباتي وأكره ضعفي الذي لابد منه!
أمارس الحزن على شجرة قطعت بلا ذنب وأغوص في وجعي من أذية شخص كنت أعتقد أنه محب، أصادق الناس على مبدأ ما تراه هو ما ستحصل عليه حتى يثبت العكس فيتوجع القلب!
مثل كل البشر أتأثر (أكثر شيء).. من خيانة البشر.
ضعيفة أمام بعض الناس وأحاسيسي وبعض الأمور الخاصة التافهة مدركة لضعفي ولا أختبئ خلفه!! أتعامل معه في وقته ويغلبني أحياناً كثيرة، أعارض، أتفق، قوية أهاجم عند الحاجة، بسيطة، معقدة، متفهمة، حساسة، عندي مواقف غير مشرّفة، فيّ الخير وفيّ كل العبر.
أكبر هزائمي؟
ذاك الذي انتظرته ولم يأت… ”
لم تتم كلامها وغرقت في بحر الصمت حتى أن صوت المطر خارج النافذة بدى يلطم النوافذ كصوت جمهور يصفق يطالبها بالإسهاب..
لكن المشاعر فاضت حتى غرق صوتها..
وأشارت بيدها مع ابتسامة مزمومه..
ربما لاحقاً
عروب صبح
مونت كارلو الدولية